الذاكرون الله كثيراً والذاكرات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات

1-
الذى يذكر ربه ذكراً
كثيراً

(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ اللّهَ
ذِكْراً كَثِيراً " 41"وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [سورة: الأحزاب
– الأية41: 42] أمر الله تعالى عباده بأن يذكروه ويشكروه , ويكثروا من ذلك على ما
أنعم به عليهم , وجعل تعالى ذلك دون حد ؛ لسهولته على العبد , ولعظم الأجر فيه قال
ابن عباس : لم يعذر أحد فى ترك ذكر الله إلا من غلب على عقله , وروى أبو سعيد عن
النبى صلى الله عليه وسلم " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " وقيل
:الذكر الكثير ما جرى على الإخلاص من القلب , والقليل ما يقع على حكم النفاق
كالذكر باللسان .

وقال عز وجل : (
وسبحو بكرة وأصيلا ) فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو تعالى وملائكته , والأحاديث
والأيات والآثار فى الحث على ذكر الله تعالى كثيرة جداً وفى هذة الآية الكريمة
الحثعلى الإكثار من ذلك وقد صنف الناس فى الإذكار المتعلقة بآناء الليل والنهار
كالنسائى والمعمرى وغيرهما , ومن أحسن الكتب المؤلفة فى ذلك كتاب الأذكار للشيخ
محى الدين النووى رحمه الله وقوله تعالى : (وسبحوه بكرة واصيلا ) أى عند الصباح والمساء
كقوله عز وجل : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض
وعشياً وحين تظهرون ) خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
سنلاحظ أن فى القرآن
الكريم يأتى الذكر مقترناً ب " كثيراً" , ولن يأتى بسقف معين للأداء أو
تحديد لباقى العبادات كالصلاة والإنفاق والزكاة , وقال سيدنا عبد الله بن عباس
وسيدنا عبد الله بن مسعود : إن الله تعالى لم يجعل للفرائض حدوداً أى نهايات (
سقفاً ) لكنه جعل للذكر حدوداً عالية اذكروا الله ذكراً كثيراً , ولم يقل أذكروا
الله فقط .

ألاصل فى الذكر أن
يكون فيه ديمة , قالت السيدة عائشة : كان عمله ديمة " الدوام أو الاستمرار )
أفضلها وأشملها ذكر الله تعالى . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

2-
الذى يذكر الله
تعالى قليلا يكون من المنافقين :

(إِنّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوَاْ إِلَى الصّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىَ
يُرَآءُونَ النّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاّ قَلِيلاً) [سورة: النساء -
الأية: 142] .

( إن المنافقين يخادعون الله ) بإظهار خلاف
ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية ( وهو خادعهم ) مجازيهم على
خداعهم بفضحهم فى الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ثم يعاقبون فى الآخرة (
وإذ قاموا إلى الصلاة ) مع المؤمنين ( قاموا كسالى ) متثاقلين ) يراءون الناس )
بصلاتهم (ولا يذكروا الله ) لا يصلون ( إلا قليلاً ) رياء .

وهو الذى يذكر الله تعالى من وراء قلبه بلا
حضور نفسولا شرح صدر ولا سريرة وذلك بدون تواصل فى الذكر ولا بالتسبيح ولا فى
العبادة لله عز وجل . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة: المنافقون - الأية: 9] .

حذر الله سبحانه وتعالى المؤمنين من أخلاق
المنافقين , أى لا تنشغلوا بأموالكم كما فعل المنافقون إذ قالوا – شحًا بأموالهم –لا
تنفقوا على من عند رسول الله ( عن ذكر الله )أى عن الحج والزكاة وقيل : عن
قراءة القرآن . وقيل : عن إدامة الذكر ,
وقيل عن الصلوات الخمس , قاله الضحاك , وقال الحسن : جميع الفرائض , كأنه قال عن
طاعة الله , وقيل : هو خطاب للمنافقين , أى آمنتم بالقول فآمنوا بالقلب , ( ومن
يفعل ذلك ) أى من ينشغل بالمال والولد عن طاعة ربه ( فأولئك هم الخاسرون ) .

3-
ومن يذكر الله
قليلاً أيضًا يكن من المنافقين :

(وَاذْكُر رّبّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرّعاً
وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ وَلاَ تَكُنْ
مّنَ الْغَافِلِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 205] .

( واذكر ربك فى نفسك ) أى سراً ( تضرعاً )
تذللاً ( وخيفة ) خوفاً منه (و) فوق السر (دون الجهر من القول ) أى قصداً بينهما (
بالغدو والآصال ) أوائل النهار وأواخره ( ولا تكن من الغافلين ) عن ذكر الله , وضح
الله تعالى متى وكيف نذكره تعالى وأوقات الذكر . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

4-
ما جزاء من يذكر
كثيراً:

(إِنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدّقِينَ وَالْمُتَصَدّقَاتِ والصّائِمِينَ
والصّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِـظَاتِ وَالذّاكِـرِينَ
اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً) [سورة: الأحزاب - الأية: 35] . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

" إِنّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ" المطيعات ( والصادقين والصادقات ) فى الايمان (والصابرين
والصابرات ) على الطاعات ( والخاشعين والخاشعات) المتواضعين ( والمتصدقين
والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات ) عن الحرام (
والذاكرين الله كثيراً والذاكرت أعد الله لهم مغفرة ) للمعاصى (واجرا عظيماً ) على
الطاعات ( أعد ) فالمسلم عليه أن يعد حياته وأوقاته لله تعالى ولأننا أعددنا
أنفسنا لله عز وجل فأعد الله تعالى لنا الجنات ومغفرة وأجراً عظيماً .

فذلك ليس أجراً فقط ولكن أجراً عظيماً , فلنا
أن نعلم أنه سبحانه جاء بالمغفرة قبل الأجر العظيم لأنه جل فى علاه لن يعطى الأجر
قبل أن يغفر لنا أولاً لنأخذ الأجر بدون أى شوائب وذلك لأنه هو الغفور الرحيم .

5-
ماذا نفعل عندما نضعف
وننهزم :

إننا فى حاجة للانتصار والتثبيت .
(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ
اللّهَ كَثِيراً لّعَلّكُمْ تُفْلَحُونَ) [سورة: الأنفال - الأية: 45] خاص
بمنتديات الرحمة والمغفرة
( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ) جماعة كافرة ( فاثبتوا) لقتالهم ولا تنهزموا
( واذكروا الله كثيراً ) ادعوه بالنصر (لعلكم تفلحون ) تفوزون .
ما الذى يأتى بالثبات لقلوبنا ولبيوتنا :
1-
الإنسان إذا رأى الظالمين
أو أنه سيظلم أو يقع فى مشاكل فإن السبيل إلى هذا الثبات بالله تعالى بالذكر
الكثير .

2-
لا يأتى الفلاح إلا
بالذكر .

3-
المصيبة تأتى
للإنسان كبيرة , ثم تنتهى صغيرة , وذلك عن طريق الذكر الكثير متهيباً ومستعداً
بالإيمان الذى يعطينا صبراً وشدة وثباتاً .

(لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ
اللّهَ كَثِيراً) [سورة: الأحزاب - الأية: 21] .
هذة الأية الكريمة أصل كبير فى التأسى برسول
الله صلى الله عليه وسلم فى أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس
بالتأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب فى صبره ومصابرته ومرابتطه
ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم
الدين , ولهذا قال تعالى للذين تقلقلوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا يوم الأحزاب (
لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) أى هلا اقتديتم وتأسيتم بشمائله صلى الله
عليه وسلم ولهذا قال تعالى ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )
ثم قال تعالى مخبراً عن عباده المؤمنين المصدقين بوعود الله لهم وجعله العاقبة
حاصلة لهم فى الدنيا والأخرة , وذلك فيه الأنس بالله تعالى والاعتماد والتوكل
وتفويض الأمر إليه .

(قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ
إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) [سورة:
الكهف - الأية: 110] .

قوله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى
إلى ) أى لا أعلم إلا ما يعلمنى الله تعالى , وعلم الله تعالى لا يحصى , وإنما
أمرت أن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) أى يرجو رؤيته
وثوابه ويخشى عقابه ( فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) . خاص
بمنتديات الرحمة والمغفرة

فضل الذكر :

1-
عن أبى هريرة رضى
الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إنى لأستغفر
الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " ( رواه البخارى ) .

2-
عن ابن عمر رضى
الله عنهما قال : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس مائة مرة
" رب اغفر لى وتب على إنك انت التواب الرحيم " ( رواه أبو داود الترمذى
, وقال : حدث حسن ) .

3-
عن انس رضى الله عنه
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : يا ابن
آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على كل ما كان منك ولا أبالى , يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم اتستغفرتنى غفرت لك ولا أبالى , يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم
لقيتنى لا تشرك بى شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة . (( رواه الترمذى , وقال : حديث
حسن )) .
خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
[i]4-
وعنه رضى الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قال لاإله إلا الله وحده لا شريك له ,
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير , فى يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ,
وكتبت له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان فى يومه
هذا حتى يمسى , ولم يأتى أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه , وقال : من
قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "
متفق عليه " .

5-
وعن جابر رضى الله
عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل
الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم : يصلون كما نصلى , ويصومون كما نصوم , ولهم
فضل من أموال يحجوب ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون , فقال : " ألا أعلمكم شيئاً
تدركون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم , فقالوا :
بلى يا رسول الله , قال : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين
"
قال أبو صالح الراوى
عن ابى هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول: سبحان الله والحمد الله والله أكبر
, حتى يكون منهم كلهن ثلاثاً وثلاثين " متفق عليه " .

7-وعن أم المؤمنين
جويرية بنت الحارث رضى الله عنها إن النبى صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة
حين صلى الصبح وهى فى مسجدها ثم رجع أن أضحى وهى جالسة فقال : ما زلت على الحال
التى فارقتك عليها ؟ قالت : نعم فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع
كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه
ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته " رواه مسلم "

وفى رواية له :
سبحان الله عدد خلقه , سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه , سبحان الله مداد
كلماته .

وفى رواية الترمذى :
" إلا أعلمك كلمات تقولينها سبحان الله عدد خلقه , سبحان الله عدد خلقه ,
سبحان الله عدد خلقه , سبحان الله رضا نفسه , سبحان الله رضا نفسه , سبحان الله
رضا نفسه , سبحان الله زنة عرشه , سبحان الله زنة عرشه ,سبحان الله زنة عرشه ,
سبحان الله مداد كلماته , سبحان الله مداد كلماته , سبحان الله مداد كلماته .
"
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الذى ملأت قلبه من جلالك وعينه من جمالك

فأصبح فرحاً مسروراً مؤيداً منصوراً

وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً